ماذا يعني … يعني الخوف.

ماذا يعني ان يفترش نصف الشعب اللبناني طرقات الوطن من ادناه الى اقصاه يطالب بذهاب حكومة الفساد والضياع، ويقابله صمت مريب من رئيسها الغر سعد الحريري.
ماذا يعني ان تنهال الشتائم وجميع أنواع التهم من سرقة ورشوة وصفقات ومحسوبيات وتبعات حتى الخيانة لمعظم اركان الحكم، ولا تهتز شعرة من هؤلاء الحكام.
ماذا يعني ان يصعد هذا الشعب المسروق من حراكه ليصبح ثورة عارمة تجتاح المدن والقرى والطرقات وتقطع شرايين الوطن مطالباً بحقه الطبيعي للعيش بكرامة، وتستمر الطبقة الحاكمة الفاسدة والناهبة لثروات لبنان منذ اكثر من ربع قرن في سكوتها وكأن هذا النهر الهادر من الناس في حساباتهم لا يتجاوز عدد حراسهم والأزلام.
ماذا يعني ان تبكي الصبايا على مستقبلهن أمام الشاشات ويسقط العجزة من التعب والقرف أرضاً، وتسيل دماء الشباب وهم يدافعون عن وطن سرق منهم قبل ان يولدوا، ورئيس جمهوريتهم مشغول في قصره في استقبال الوفود الداعمة له، والتي هي  لسخرية القدر أيضاً من هذا الشعب المسروق.
ماذا يعني ان تصمت دول العالم بأسره أمام هذه الظاهرة الثورية الرائعة التي يرسمها الشعب اللبناني لأول مرة في تاريخ العالم العربي وربما في العالم ان يثور شعب ممزق طائفي مذهبي على من علمه ارتداء لباس الدين وهو عار من الكرامة.
ماذا يعني ان يكابر من هو رئيس لمجلس أمة مع أعضائه فوق المائة ويرفض التحرك وهو المسمر منذا عشرات السنين في مقعده يأكل من مال الشعب ويطعم أنصاره.
ماذا يعني
يعني الخوف
يعني انهم مجرمون وان الشعب لا بد ان يحاسب
ولا بد ان ينتصر.