2018 © - العرب برس.جميع الحقوق محفوظة.
احتفل محرك البحث الشهير غوغل مؤخرا بالذكرى الـ 87 لميلاد الفناة التشكيلية الجزائرية باية محي الدين التي ولدت في 12 ديسمبر/ كانون الأول 1931. فمن هي هذه الفنانة؟
في أربعينيات القرن العشرين، استطاعت باية، وهي فتاة صغيرة عمرها 17 عاما، جذب انتباه كبار الفنانين في العالم.
ففي هذه السن الصغيرة، علّمت نفسها، حيث قدمت رسومات باهرة الألوان، تخلوا من الرجال وتمتلئ بالنساء والطبيعة والحيوانات.
وإذا كان فنها لافتا للانتباه، فإن حياتها كانت كذلك أيضا.
الجزائر
ولدت باية باسم فاطمة حداد في برج الكيفان، وهو حي ساحلي بمدينة الجزائر العاصمة، وباتت يتيمة وهي في سن الخامسة.
وفي مرحلة المراهقة، تبنتها مارغريت بنهورا، وهي مثقفة فرنسية ثرية كانت متزوجة من قاض جزائري، وذلك بعد أن لفت نظرها النزعة الفنية لدى الصغيرة باية.
وظهرت هذه النزعة لدى الطفلة من خلال تشكيل التماثيل الصغيرة لحيوانات وشخصيات من خيالها، فأمدتها بنهورا بأدوات الرسم. وبدأت باية ترسم وهي في الثالثة عشر من عمرها.
وفي عام 1947، عندما كانت باية في السابعة عشر من العمر، اكتشفها تاجر فن فرنسي، يُدعى إيمي ميغث، ورائد السريالية، أندريه بريتون، الذي عرض رسومات باية في معرض “ميغث” للفن السريالي في باريس.
وعلى الفور، لفت إنتاجها انتباه الفنانين الكبيرين بيكاسو وماتيس بسبب مكونات رسوماتها “الطفولية”، وكذلك “النقاء” بألوانها وعفويتها وتسليطها الضوء على الطبيعة بما فيها من زهور وطيور وأسماك وإبرازها بألوان زاهية.
وقد قال عنها الرسام الفرنسي جان دوبوفي إن أعمالها تمثل “المادة الخام للفن”.
ملهمة بيكاسو
وبين عامي 1948 و1952، عملت باية إلى جانب بيكاسو، وتناولت الكسكس معه. وقال عنها بيكاسو إنها كانت مصدر إلهام سلسلة رسوماته عام 1954 التي حملت اسم “نساء الجزائر”.
وقد نالت لوحتها التي تحمل اسم “امرأة وعصفور في القفص” شهرة واسعة.
وبعد 6 سنوات من هذه البداية القوية، عادت باية إلى الجزائر وتزوجت من موسيقار جزائري يكبرها بـ 30 عاما، وكانت زوجته الثانية، وأنجبت له 6 أبناء.
وفي عام 1963، اشترى المتحف الوطني الجزائري أعمالها السابقة. وعادت باية محيى الدين إلى الرسم، وتم عرض أعمالها في مختلف أنحاء العالم. والكثير من أعمالها محفوظ في لوزان بسويسرا.
وفي مارس /آذار الماضي، عرض متحف غراي للفن بنيويورك لوحات من إنتاجها.
وتوفيت باية محي الدين في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1998 في الجزائر.