هدى بيوتي: المليونيرة التي تقف وراء امبراطورية التجميل

379

كم مرة فكرت في الاستقالة من وظيفتك لكي تقوم بعمل آخر تحبه؟

هدى قطان اتخذت هذا القرار قبل عشر سنوات، واليوم تدير امبراطورية “هدى بيوتي” لمستحضرات التجميل، التي تقدر قيمتها، وفقا لمجلة فوربس، بأكثر من مليار دولار أمريكي.

غادرت الأمريكية هدى مدينة دبي، بعد أن أمضت نحو عامين فيها، وتركت عملها في قطاع المال لتذهب إلى مدينة لوس أنجليس وتتخصص في مجال استخدام مساحيق التجميل، وتبدأ مدونتها الخاصة بأسرار الجمال.

وعندما بدأت بصنع رموش صناعية خاصة بها، لأنها لم تستطع العثور على أي منتج من هذا النوع مناسب لزبائنها، أدركت حينها وجود نقص كبير في السوق.

“أصيبت عائلتي بخيبة أمل في البداية”
تقول هدى، وهي ابنة مهاجرين عراقيين إلى الولايات المتحدة: “لم أكن أعرف بالضرورة أنني أنتمي إلى عالم صناعة الجمال. كنت أعرف دائماً أنني أكن حبا لهذا المجال، لكن عائلتي لم تكن مقتنعة بأي شيء له علاقة بالجمال أو الموضة”.

وتضيف: “كانوا يرغبون في أن أحصل على وظيفة جادة، محامية أو طبيبة مثلا، لذا كان الأمر بمثابة مشكلة كبيرة لعائلتي”.

وتقول: “شعرت بأنهم أصيبوا بخيبة أمل في بداية الأمر، لذلك عرفت أنه كان علي أن أثبت لهم أمرا ما”.

عندما بدأت هدى، ذات الـ35 عاما، صنع الرموش الصناعية في عام 2013، كان لديها بالفعل عدد جيد من الزبائن، وهؤلاء كانوا من متابعي مدونتها ونشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن عملها ربما لم يكن لينتقل إلى أرض الواقع لولا دعم أختها، منى، التي تشغل الآن منصب رئيسة “هدى بيوتي” العالمية.

وقالت منى: “كنت مصرة على أن تبدأ هدى علامة تجارية خاصة بالرموش الصناعية، لأنه في ذلك الوقت كنت أعمل في العلاقات العامة وأقدم استشارات. لذا كنت أبحث باستمرار عن فرص”.

وتضيف: “كنت أُسأل مراراً ‘أين يمكنني شراء رموش هدى؟ ‘ لأن كثيرا من أصدقائي كانوا زبائن هدى. وكنت أقول لهم ‘لا يمكنك ذلك لأن هدى تصنعها بنفسها، فهي تقطع الرموش وتدمجها معا”.

واستطردت منى، موضحة: “في أحد الأيام، قلت لنفسي: لماذا أقول دائما للناس إنهم لا يستطيعون شراءها؟”.

كانت هناك دائما خطة لدى الشركة لتنتقل خطوة أبعد من مجرد صناعة الرموش، فالهدف كان أن تضع هدى لمستها الخاصة في عالم الجمال بالاستفادة من تراثها العراقي لابتكار مستحضرات تجميل تكتسح الشرق الأوسط.

وتقول هدى: “صنعنا أولا قلم تحديد الشفاه، وحمرة شفاه سائلة، ومن ثم لوح ظلال العيون وجاء رد الفعل إيجابيا بصورة هائلة”. وتضيف: “لأنني نشأت في الولايات المتحدة، كان لدي أسلوب شرق-أوسطي واضح، ولكن في الوقت ذاته يظهر التأثير الغربي. كنت أعرف دائما أنني أريد أن أصبح عالمية”.

وتضيف: “نشأت في الولايات المتحدة في بلدة صغيرة جداً في الجنوب، في ولاية تينيسي، ولسبب لا أعرفه كنت أضع الكثير من كحل العيون، ولم يكن أحد حولي يفعل هذا، بما في ذلك والدتي”.

تقول أليسن تاي، وهي رئيسة تحرير مجلة “غرازيا” الشرق الأوسط، إن صعود نجم “هدى بيوتي” جاء في وقت بدأت الموضة العربية تحظى باهتمام عالمي.

وفي مقابلة مع بي بي سي، تقول: “مثال على ذلك موضة الأزياء المحتشمة التي أثرت على عروض الأزياء”.

نمو سريع

حققت شركة “هدى بيوتي” نموا سريعا حيث أصبحت كمية المنتجات المتوفرة الآن أكثر من 140 منتجا بمبيعات سنوية قدرها 200 مليون دولار.

لكن هدى تقول إن الربح ليس جزءاً من مهمتها، وأنها بدلاً من ذلك تريد التركيز على نشر رسالتها، لذا تقول: “المال لا يشكل حافزا بالنسبة لي”.

وتضيف: “أنا هنا لتحقيق هدف، لست هنا لأكسب الكثير من المال”.

وقالت هدى “عرض علي مؤخرا أكثر من 10 ملايين دولار لأروج لبعض المنتجات، لكني لم أفكر حتى في الأمر. رفضت الموضوع. وسبب هذا ليس عدم حبي لتلك المنتجات، ولكن لأنني هنا في مهمة، والتي تهدف إلى تحدي هذه الصناعة”.

وتضيف: “أشعر أن شركات العلامات التجارية قد صنعت منتجات لفترة طويلة لتبيع للناس فكرتها عن مفهوم الجمال، نضع الجمال في صناديق ونعطيه لكل شخص في العالم”.

لذا، تقدم هدى منتجات مناسبة لمختلف ألوان البشرة.

“الجمال أصبح موضوعا سياسيا”
تقول أليسن تاي إن هدى “قدوة لكل فتاة لديها حساب على وسائل التواصل الاجتماعي وحلم في الشرق الأوسط “، مؤكدة على مدى أهمية وجود امرأة ذات بشرة ملونة كنموذج يحتذى به.

وتأخذ هدى هذه النقطة بجدية تامة، موضحة أن تراثها العراقي قد حفزها على ابتكار معايير جديدة للجمال كوسيلة لإلهام “نساء سمراوات” أخريات، حيث كانت قد شعرت بأن أيا من منتجات التجميل لم تكن تستهويها كشابة.

وتقول: “كرهت (تلك المنتجات) عندما كنت طفلة لأن معايير الجمال تلك لم تكن تنطبق علي. كما أني كنت دائماً أحب التفرد. أصبح الجمال حقا موضوعا سياسيا في الأشهر الـ 18 الأخيرة. على العلامات التجارية أن تعي لماذا أصبحت كذلك، وإن سألتني عن رأي، فهذا بسبب القمع”.

انتقل حديثنا لنقاش العلامة التجارية للمكياج “فنتي بيوتي” والتي كانت قد أطلقتها المغنية الشهيرة ريانا في سبتمبر/ أيلول الماضي، ونالت إشادة كبيرة لشمولها منتجات لجميع ألوان البشرة.

تعلق هدى على ذلك قائلة: “جزء من نجاح فنتي بيوتي كان الحركة السياسية”.

وتوضّح: “كان هناك نجاح في خلق حركة في وسائل الإعلام وتحمس الناس لذلك. إنها (ريانا) من جزر باربادوس، لذا كامرأة ملونة كانت تلك أول مرة أرى فيها شيئا مثل هذا”.

وتختم قائلة: “إن ضرورة تنويع المنتجات تنبع من وجود الاضطهاد، من شعور الناس أنهم لم يكونوا جزءا مما حولهم، وهذا ما حصل معي”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تستخدم جريدة العرب برس «AL ARAB PRESS» ملفات «تعريف الرابط» أو «Cookies»، التي تساعد في تحسين وظائف الموقع وتعزز تجربة التصفح بشكل عام، بما يتيح للمستخدم التنقل بين الصفحات بفعالية وسهولة. موافق معلومات إضافية